الحج فرصةٌ إلهيةٌ من الله ﷻ. على كلِّ منَّا أن ينوي أداءه، ويجتهد في أداء آدابه، فرضه، واجبه، سنَّته ومُستحبَّه على قدر استطاعته. حتى صلاةٌ واحدةٌ في المسجد الحرام تُعادل مئة ألف صلاةٍ في غيره. لا تُفوِّتوا هذه الفرصة. اهتمُّوا بالتسبيحات، تلاوة القرآن، مساعدة الآخرين وطلب العلم. كلُّ لحظةٍ فيه مغمورةٌ بالرحمة والبركة.

يقول الله ﷻ في القرآن الكريم إن أولادكم إمتحان لكم. اسألوا الله ﷻ أن يثبتهم على طريقه ﷻ. الولد الصالح أغلى الكنوز. ربّوهم على الكسب الحلال وحب النبي ﷺ وحب الله ﷻ، فيكونوا سببًا في نعيم الدنيا والآخرة، ومصدرًا للخير.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم إن أفضل لباس هو التقوى. يحرص الناس اليوم على ارتداء الملابس باهظة الثمن ذات الماركات العالمية، لكنها لا قيمة لها عند الله ﷻ. القيمة الحقيقية تكمن في القلب. التقوى هي مخافة الله ﷻ، والحياء منه ﷻ، وخشيته ﷻ. هذا هو أفضل لباس. إنه يحفظ ويُجمّل عند الله ﷻ.

خلق الله ﷻ كل شيء على أكمل وجه، أحسن الخالقين. قبل البشر، وُجدت مخلوقات لا تُحصى ثم انقرضت. هذا العالم سيزول، كما يُعلّمنا الله ﷻ في القرآن الكريم أن الحياة هنا ليست أبدية. هذا العالم ليس جنة، بل مليئ بالفتن والحروب والفساد. المؤمنون الحقيقيون لا يقلقهم شيء، فكل شيء يكون كما يشاء الله ﷻ. كن راضياً بما قسمه الله، تجد السلام في الدنيا والآخرة.

خلق الله الإنسان في أحسن تقويم. كان مولانا الشيخ ناظم يقول: "اللهم أحسن خُلقي كما أحسنت خلقي". بهذا المظهر الكامل، يريد الله منك أن تُكمل باطنك لتصبح إنسانًا كاملًا. هذا هو طريق النور الذي أظهره لنا نبينا الكريم ﷺ: أن تُحسّن أخلاقك، وأن تُحسّن أدبك. هذا ما يرفع مرتبتك في الحضرة الإلهية وبين الناس، ويحفظك من الأذى.

يقول الله ﷻ إن الإنسان خُلق ضعيفًا. البشر أضعف المخلوقات، لكن الله ﷻ منحهم الإيمان ليُصبحوا أقوياء. وهبهم ﷻ العقل ليعرفوا خالقهم ويقبلوه. فبالله وحده يستمدون القوة ويسيطرون على أنفسهم. الآن بلغ الظلم ذروته، وكل شيء مُهيأ لمجيئ المُخلِّص.

انتقل مولانا الشيخ ناظم إلى رحمة الله قبل أحد عشر عامًا، لكنه لا يزال بيننا. مدده الروحاني مع كلٍّ منا إلى يوم القيامة. سلّموا لمرشدكم بكل حب، شاكرين الله ﷺ على اختيار مولانا الرحيم، فهو نعمةٌ عظيمة. باتباع مرشدكم، ستمتلئ حياتكم بالثواب والبركة والجمال.