السيرة الذاتية لمولانا الشيخ ناظم الحقاني

الشيخ ناظم عادل الحقاني هو الإمام الأربعون وشيخ السلسلة الذهبية للطريقة النقشبندية العليّة. وُلد باسم محمد ناظم عادل، ويُعرف أيضًا باسم محمد ناظم الحقاني (٢١ أبريل ١٩٢٢ - ٧ أيار ٢٠١٤؛ ٢٣ شعبان ١٣٤٠ هـ - ٨ رجب ١٤٣٥ هـ). اشتهر بروحانيته القوية وتأثيره العالمي، ولقّبه كثيرون بسلطان الأولياء.

 

وُلِد في لارنكا، قبرص، وحمل لقب "القبرصي". يعود نسبه إلى اثنين من مشايخ الصوفية العِظام: الإمام الولي عبد القادر الجيلاني من القرن الحادي عشر من خلال جده لأبيه الشيخ حسين القادري الملقب بـ "يشيلباش" صاحب العمّة الخضراء، والصوفي جلال الدين الرومي من القرن الثالث عشر من خلال جده لأمه الشيخ كايتا زاده محمد ناظم الذي سُمي على اسمه. كان كل من جديه لأمه وأبيه مشايخ في الطرق القادرية والمولوية.

أظهر الشيخ ناظم منذ طفولته ميلاً قوياً نحو الروحانية. وبينما كان يواصل تعليمه الدنيوي خلال النهار، كان يدرس العلوم الإسلامية والحديث وتفسير القرآن والفقه في مدرسة محلية في المساء. لقد ظل سعيه وراء العلوم الدنيوية والروحانية سمة مميزة طوال حياته.

في عام 1940، وفي سن الثامنة عشرة، انتقل إلى إسطنبول لمواصلة تعليمه، وانضم إلى أشقائه هناك. التحق بجامعة إسطنبول، حيث تفوق في الهندسة الكيميائية. وعلى الرغم من إنجازاته الأكاديمية، فقد اعترف لاحقًا قائلاً: "لم أشعر بأي انجذاب نحو العلوم الحديثة. كان قلبي دائمًا منجذبًا نحو العلوم الروحانية".

الشيخ عبد الله الفايز الداغستاني (يسار) والشيخ ناظم عادل الحقاني (يمين)

خلال فترة إقامته في إسطنبول، تعمق أيضًا في دراساته الدينية، وأتقن اللغة العربية وعلم اللاهوت الإسلامي. وقد شهدت رحلته الروحانية تحولاً حاسماً عندما بدأ يحضر المجالس في مسجد السلطان أحمد. بدأ بالتصوف النقشبندي على يد سليمان الأرضرومي، الذي وجهه في النهاية إلى الشام، سوريا، لمواصلة دراسته على يد مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني. غادر إسطنبول ووصل إلى سوريا عام 1944. وهناك التقى بالأستاذ النقشبندي الشهير مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني في زاويته على سفوح جبل قاسيون. وقد أدرك الشيخ عبد الله مواهبه الروحانية الفطرية فمنحه البيعة في الطريقة النقشبندية، وتقدم الشيخ ناظم بسرعة على الطريق الصوفي.

وبعد فترة وجيزة أمره مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني بالعودة إلى قبرص لنشر تعاليم الصوفية. بعد إنتقال مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني في عام 1973، تم تعيين الشيخ ناظم خليفته الروحاني. في عام 1974، بدأ بزيارة أوروبا الغربية، مسافراً كل عام إلى لندن، إنجلترا. انضم إلى الطريقة الكثير من الباحثين الروحيين، واعتنق الكثير منهم الإسلام بعد لقائه.

على مدى عقود من الزمن، أصبح الشيخ ناظم شخصية روحانية تحظى بالاحترام على مستوى العالم، حيث قاد عددًا لا يحصى من الباحثين عبر طريق الحب والتواضع والذكر الإلهي. وقد تم تجميع تعاليمه فيما بعد في العديد من الكتب. كان الشيخ ناظم يتقن اللغات التركية والعربية والإنجليزية واليونانية، وامتد تأثيره عبر الثقافات والقارات، مما جعله أحد أبرز الأئمة الصوفية في العصر الحديث.

ar