مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني هو الإمام التاسع والثلاثون وشيخ السلسلة الذهبية للطريقة النقشبندية العليّة. وُلِد مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني في منطقة داغستان شمال القوقاز، والتي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الروسية. كان والده وشقيقه الأكبر طبيبين، وكان الأخير جراحًا في جيش الإمبراطورية الروسية. نشأ الشيخ عبد الله وتربى على يد خاله وشيخه مولانا الشيخ شرف الدين الداغستاني (1875-1936).
في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، هاجرت عائلة مولانا الشيخ عبد الله إلى الدولة العثمانية، خلفًا لخاله مولانا الشيخ شرف الدين الذي هاجر في سبعينيات القرن التاسع عشر. استقروا في مدينة بورصة في شمال غرب الأناضول، وبعد عام انتقلوا إلى قرية الرشيدية، المعروفة الآن باسم غوني كوي، في محافظة يالوا، تركيا. تم إنشاء القرية الجديدة على أرض منحها السلطان وكان يسكنها لاجئون داغستانيون متأثرون بحرب عام 93 والانتفاضة ضد الإمبراطورية الروسية. وبعد ذلك بفترة قصيرة توفي والد الشيخ عبد الله.
في عام 1910، وبعد ستة أشهر فقط من زواجه، أمر الشيخ شرف الدين الشيخ عبد الله بالخلوة الصوفية لمدة خمس سنوات. شملت هذه الخلوة تقشّف شديد وكانت تهدف إلى رفع مرتبته الروحانية. وعندما انتهت خلوة الشيخ عبد الله، دخلت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. انضم الشيخ عبد الله مع عدد كبير من شباب قريته إلى الخدمة العسكرية وشارك في معركة غاليبولي. أثناء تبادل إطلاق النار أصيب بجروح خطيرة بنيران العدو.
وفي عام 1921م أمر الشيخ شرف الدين الشيخ عبد الله بدخول خلوة أخرى لمدة خمس سنوات. وأكمل ذلك ثم حصل على إجازة الشيخ في الطريقة النقشبندية. انتقل الشيخ عبد الله مع عائلته إلى سوريا وأقام فيها بقية حياته. أقام مدة في حلب، ثم انتقل إلى حمص، ثم أخيراً إلى الشام قرب ضريح الولي سعد الدين الجيباوي. هناك أسس أول زاوية. وفي عام 1943 انتقل إلى بيت في جبل قاسيون. إنتقل الشيخ عبد الله في 30 سبتمبر 1973م في الشام. وهذا البيت في جبل قاسيون هو الآن موقع مقامه ومسجده المجاور.
قبل رحيله، عيّن مولانا الشيخ عبد الله مولانا الشيخ ناظم الحقاني خليفةً له والإمام الأربعين وشيخ السلسلة الذهبية للطريقة النقشبندية العليّة. وقد استمر تلميذه وخليفته الشيخ ناظم في نشر تعاليم الشيخ عبد الله في جميع أنحاء العالم.
© ٢٠٢٥ مولانا سلطان – جميع الحقوق محفوظة.
